ويتألف الجهاز الأمني لدى نظام أسد من 4 فروع رئيسية، وهي أمن الدولة أو المخابرات العامة والأمن السياسي والأمن العسكري والمخابرات الجوية.
ومنذ انطلاق الثورة السورية عام 2011 اعتمد بشار الأسد على الأجهزة والأفرع الأمنية لارتكاب أفظع الجرائم والانتهاكات (قتل، اعتقال، تعذيب، إخفاء قسري، تهجير…) بحق الشعب السوري الثائر ضده.
انتهاكات الجوية في الغوطة
ويرصد موقع "أورينت نت" في هذا التحقيق، بناءً على معلومات مسربة من مصادر أمنية وأهلية طلبت عدم الكشف عن أسمائها لدواعٍ أمنية، توزع هيكلية إدارة المخابرات الجوية في دمشق وريفها، وهي الميليشيا التي كانت وما تزال تمارس شتى أنواع الانتهاكات بحق السوريين.
كما يرصد التحقيق إحداثيات مواقع معظم السجون التابعة للمخابرات الجوية في دمشق وريفها، إضافة إلى قائمة بأسماء أبرز الضباط الذين كانوا مسؤولين عن اعتقال المدنيين والتحقيق معهم وتعذيبهم قبل وبعد تهجير أبناء الغوطة الشرقية بريف دمشق عام 2018.
وكشفت المصادر أن من بين أفظع الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا المخابرات الجوية بحق أبناء الغوطة اعتقالها نحو 2500 مدنياً من مراكز الإيواء التي افتتحتها روسيا أثناء تهجير أبناء الغوطة إلى الشمال السوري في مناطق متفرقة منها عدرا وحرجلة والنشابية.
وأكدت أن فرع المخابرات الجوية - مطار المزة العسكري هو من نفذ عمليات الاعتقال حينذاك، حيث تم إعدام عدد كبير من هؤلاء المعتقلين بعد تحويلهم إلى سجن صيدنايا، ولا يزال أغلبهم مختفٍ قسرياً.
وتتكون هيكلية المخابرات الجوية من إدارة مركزية في العاصمة دمشق، وأفرع تتوزع في جميع مناطق ميليشيا أسد.
وأشارت المصادر إلى أنه في دمشق وريفها هناك 5 أفرع على الأقل إلى جانب الإدارة المركزية، وجميعها تحوي سجون بداخلها معتقلين، وهي:
آمرية الطيران
وتقع آمرية الطيران وسط العاصمة دمشق، وهي المسؤولة عن كل ما هو مرتبط بالمخابرات وقوى الدفاع الجوي في مناطق ميليشيا أسد، وتضم قسم الديوان المركزي ومكتب المدير، حيث يشغل اللواء غسان إسماعيل منصب رئيس إدارة المخابرات الجوية حالياً.
وبحسب ما أوضحت المصادر، فإن الآمرية هي من تتخذ قرار إرسال المعتقلين إلى السجون (صيدنايا، عدرا، وسجون الفرقة الرابعة)، وذلك بعد تحويلهم من أفرع المخابرات الجوية.
كما تضم سجناً في داخله معتقلين يتم اختيارهم من قبل الضباط الكبار للتفاوض عليهم وابتزاز أقربائهم.
فرع المخابرات الجوية - مطار المزة العسكري
ويضم سجون ومراكز اعتقال تضم آلاف المعتقلين، ويتألف من عدة أفرع ومراكز تحقيق وتعذيب، ويعد من أكبر الأفرع التابعة للمخابرات الجوية.
وكشفت المصادر بشكل مفصل أجزاء الفرع، والمباني داخله، ومن بينها فرع التحقيق وفرع المهام ومراكز الاعتقال، محددة بالضبط مواقعها وهي:
- مبنى رئيس الفرع والضباط القادة.
ويشغل اللواء غسان جودت إسماعيل منصب رئيس الفرع منذ عام 2019، والذي جاء خلفاً للواء جميل الحسن الذي بقي في المنصب ذاته 10 سنوات (2009- 2019).
استراحة ومنامة رئيس الفرع.
صالتا اعتقال:
وهما عبارة عن صالتين رياضيتين مراقبتان بالكاميرات، سعة كل منها 800 معتقل، وتتكون كل صالة من 32 قسماً يفصل بين القسم والآخر حبل يمنع تجاوزه، ولكل قسم "شاويش" يتم تعينيه من قبل الضباط.
- فرع المهام:
تم إيقاف هذا القسم بشكل كامل في عام 2019، ونُقل جميع المعتقلين منه إلى فرع التحقيق تحت إشراف مدير إدارة المخابرات الجوية الحالي غسان جودت إسماعيل.
- المدرج:
وهو مسرح بشكل دائري يضم حوالي 1500 معتقل، وجميعهم تم إيداعهم لصالح فرع التحقيق.
- فرع التحقيق:
كان يرأسه العميد عبد السلام محمود، ويرأسه حالياً العميد قحطان قحطان. وتُنظم في هذا الفرع جلسات التحقيق وتوجيه التهم للمعتقلين، وتستخدم بحقهم كل أساليب التعذيب لانتزاع الاعترافات.
ويتكون من بناء جديد من طابقين أحدهما تحت الأرض، ويوجد في الطابق الأرضي 44 زنزانة انفرادية بمساحة 1.8×1.2 متر مربع، ويتم زج من 4 إلى 16 معتقلاً في كل منفردة.
ويوجد أيضاً في الطابق الأرضي 5 غرف جماعية بمساحة 8×4 متر مربع، تسع من 70 حتى 140 معتقلاً، كما يوجد غرفة تحقيق وغرف خدمات ومهمات، ويوجد للمبنى مكتب دخول وأمانات من مدخل جانبي.
وفي الطابع العلوي يوجد 3 مهاجع جماعية، و18 زنزانة بمساحة 2.20 × 1.50 متر مربع، كان يوضع فيها ما بين 14 إلى 24 معتقلاً، إضافة إلى ساحة التنفس التي تستخدم لتوزيع المعتقلين على جوانب الجدران بالتسلسل لسوقهم إلى التحقيق تحت الشمس في الصيف أو تحت المطر في الشتاء.
- فرع التحقيق القديم:
يبعد حوالي 200 متر عن فرع التحقيق الجديد، ويضم 15 زنزانة جماعية تسع كل واحدة منها 20 معتقلاً.
- 4 صالات اعتقال:
يتواجد بكل صالة أو مهجع من 300 الى 350 معتقل.
- قسم الدراسات:
يعتبر من أسوأ أماكن الاعتقال في المطار، ويستخدم للاحتجاز والتعذيب فقط وهو عبارة عن زنزانة 4×4 متر مربع تسع 70 معتقلاً، وزنزانة ثانية 6×4 متر مربع تسع 110 معتقلين، كما يوجد 3 منفردات وفناء صغير 6×4 متر مربع مع دورة مياه واحدة لجميع الزنازين، كما يوجد غرفة للتعذيب وغرفة للتحقيق وممر يصل بينهما.
- قسم المداهمة وجلب المطلوبين:
وهو ضمن مبنى المطار أيضاً من جهة كراجات الاعتقال الخارجي، ويقع ضمن مباني مدرسة المخابرات.
قسم الزبلطاني (قسم المدينة)
يقع قرب سوق الهال بمنطقة الزبلطاني بجانب سوق البزورية في دمشق، وهو عبارة عن مستودعات تستخدم للاحتجاز والتعذيب والتحقيق، ويضم ما يقارب 200 معتقل.
ويعد هذا القسم المسؤول عن القطاع الأمني للمخابرات الجوية في دمشق وريفها، والذي يضم غوطة دمشق، وبرزة، والمنطقة الشرقية من دمشق حتى ساحة المرجة مروراً بـ شارع 29 أيار، مع امتداده حتى منطقة السبع بحرات، ويتبع لهذا القسم عدة مفارز، ويزرع عناصره في العديد من “الأكشاك”.
فرع المنطقة الجنوبية (حرستا)
يقع في أطراف مدينة دمشق قرب تقاطع أوتوستراد حرستا-حلب-المتحلق الجنوبي، وهو فرع كبير يحتوي على زنازين جماعية ضمن المبنى، بالإضافة إلى زنازين جماعية مؤلفة من أقفاص حديدية مكشوفة محاطة بشبك حديدي، ويحتوي على هنكار وعلى زنازين منفردة.
ويتألف من أقسام مركزية، هي الدفاع الجوي، القوى الجوية، المعلومات، والتحقيق.
ويوجد في الأقسام الداخلية في فرع المنطقة الجنوبية 5 غرف للاحتجاز الجماعي، منها غرفة للتنفس وأخرى مساحتها 4×4 متر، تتسع لنحو 20 شخصاً، ويوضع فيها نحو 60 معتقلاً، في حين الغرف الأخرى تبلغ مساحتها نحو 3×3 متر، بينها غرفة مخصصة للذين توجه لهم تهم حمل السلاح، وتتسع لنحو 30-35 شخصاً، ويضعون فيها ما بين 90-120 معتقلا.
ويوجد في "جوية حرستا" 5 زنزانات على شكل "أقفاص" حديدية، وكل قفص يوجد بداخله 4 منفردات، ومساحة كل إفرادية وسطياً 1.5×2 متر، ويوضع فيها نحو 12 معتقلاً.
فرع المعلومات (العباسيين)
ويقع بالقرب من ملعب العباسيين في دمشق، وله باب يؤدي إلى ملاعب التنس في الملعب، ويحتوي على زنزانة جماعية واحدة وزنازين منفردة، ويتواجد به معتقلين.
ويتخصص بالمعلومات العامة لجهاز المخابرات الجوية والدراسات المختلفة له، ويتكون من أقسام للأديان والأحزاب السياسية، والطلاب، والشؤون العربية، والدفاع الجوي، والقوى الجوية، والمدنيين، والمراقبة). كما يراقب نشاط وسائل الإعلام المحلية والعالمية المسموعة والمقروءة والمرئية والإنترنت.
الفرع الإداري
يقع في دمشق على طريق القدم - حوش بلاس، ويستخدم كمركز لتجميع المعتقلين من المناطق المجاورة ومعتقلي الدوريات قبل ترحيلهم بشكل يومي إلى الأفرع الأخرى.
ومهمة الفرع الإداري الأساسية هي تسيير وإصدار الأوراق الرسمية (إخراج قيد، ومعاملات زواج.. ) لعناصر المخابرات الجوية والقوى الجوية بدلاً من دوائر النفوس المدنية.
وإضافة إلى الأفرع الآنفة الذكر، هناك أفرع أخرى تابعة للمخابرات الجوية (القصاع، الفني، والأمن الجوي)، إضافة إلى عدة سجون أبرزها:
1- سجن في مدرسة المخابرات الجوية في منطقة نجها بالقرب من منطقة السيدة زينب بريف دمشق، والذي تم إغلاقه لاحقاً وتحويله إلى مركز تدريب للميليشيات الايرانية.
2- سجن بالقرب من مطار دمشق الدولي - مستودعات السادكوب، وهي من أكثر السجون غموضاً وسرية، ويتواجد فيها حصراً شخصيات سورية معارضة تم اختطافها من المطار وبعض الشخصيات السياسية الأخرى، وكان يديره سابقاً العميد إياد مندو.
3- سجن سري تابع للمخابرات الجوية داخل فرع الشرطة العسكرية في القابون.
معتقلات جبال الفرقة الرابعة
وبحسب ما أكدت المصادر، فإن عدداً كبيراً من الأشخاص الذين كانت تعتقلهم ميليشيا المخابرات الجوية يتم نقلهم إلى سجون في جبال الفرقة الرابعة التي يقودها اللواء ماهر الأسد شقيق بشار الأسد.
ولفتت إلى أن تلك السجون تتبع للفوج 555 واللوائين 41 و42 في الفرقة الرابعة، ومن بين الضباط المسؤولين فيها العميد سامر الدانا، والعميد غياث دلا واللواء جمال يونس والعميد جودت الأحمد واللواء أوس أصلان.
أبرز ضباط الجوية في دمشق وريفها
إلى ذلك، حددت المصادر قائمة بأسماء نحو 400 ضابط وعنصر من ملاك المخابرات الجوية في دمشق وريفها، من بينهم 15 ضابطاً مسؤولون عن عمليات الاعتقال والتعذيب والإخفاء القسري بحق المعتقلين، إضافة إلى عشرات المحققين والسجّانيين وغيرهم.
ومن بين الضباط، رئيس إدارة المخابرات الجوية وفرع المخابرات الجوية في مطار المزة الحالي غسان إسماعيل والرئيس السابق جميل الحسن، ورئيس فرع التحقيق العميد عبد السلام محمود ومعاونه العميد نزيه ملحم.
ومن بين ضباط المسؤولن عن التحقيق مع المعتقلين العميد سالم داغستاني، والمقدم محمد زياد محمود إسماعيل، والمقدم جابر محمد علي، والرائد رائد سهيل حسن زمام، والرائد طارق أحمد سليمان، والرائد نضال علي حماد، والرائد أيوب حسن شبابو، والرائد عرفان بيطار، والنقيب رائد ابراهيم الدعبول، النقيب باسم علي والملازم أول مناف علي صافي.
وإضافة إلى الاعتقالات، ارتكبت ميليشيا المخابرات الجوية شتى أنواع الانتهاكات بحق أبناء دمشق وريفها كسائر المناطق السورية، إذ إن الميليشيات التابعة لها روعت السوريين وارتكبت بحقهم أبشع المجازر في مختلف المناطق.
وكان الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات قد وضعوا عدداً من ضباط المخابرات الجوية على قائمة العقوبات، بسبب الجرائم التي ارتكبوها ضد المدنيين السوريين، ومن أبرزهم اللواء جميل الحسن الذي تولى منصب رئيس إدارة المخابرات الجوية منذ عام 2009 وحتى 2019.
تعليقات
إرسال تعليق